image (4)

مع اقتراب نهاية عام 2025، يحقق قطاع السياحة بالمغرب طفرة مذهلة لم تشهدها البلاد من قبل، مسجلاً أرقامًا قياسية في عدد الزوار والعائدات المالية، وهو ما يرسخ مكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة في القارة الإفريقية وعلى المستوى العالمي. هذه النتائج الاستثنائية تعكس قوة السياسات الحكومية الفاعلة والتنوع السياحي الذي يدمج بين التراث العريق والحداثة، وسط دعم متواصل من القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

في الفترة الممتدة إلى غاية نهاية شهر غشت 2025، استقبل المغرب أكثر من 13.5 مليون سائح، بزيادة تقارب 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ومسجلاً تفوقاً مهما على المتوسط العالمي لنمو السياحة، الذي لا يتجاوز 5% فقط. وبرز بوضوح الدور الحاسم للمغاربة المقيمين بالخارج، حيث شكلوا أكثر من 3 ملايين زائر خلال الصيف بمعدل زيادة يناهز 13%، مؤكدين ارتباطهم الوثيق بأرض الوطن ورغبتهم المتواصلة في قضاء عطلهم السنوية في مدن المغرب المختلفة.

الأداء المتميز لم يقتصر على الأعداد، بل سجل المغرب ارتفاعًا ملحوظًا في عائدات السياحة إذ تجاوزت 67 مليار درهم حتى نهاية يوليوز 2025، بزيادة نسبتها 13% مقارنة بنفس الفترة من 2024، مع توقعات بمزيد من الارتفاع خلال باقي العام. وتأتي هذه النتائج في إطار تنفيذ خارطة طريق السياحة 2023-2026 التي تركز على تحسين الربط الجوي الوطني والدولي وتوسيع البنية التحتية السياحية المتنوعة التي تشمل المنتجعات، الفنادق، المواقع الثقافية والطبيعية. كما أن الحملات الترويجية الذكية والتحفيزات الاستثمارية لعبت دورًا كبيرًا في جذب استثمارات جديدة مكنت بروز عدة مناطق سياحية جديدة.

وتشهد المدن الكبرى مثل مراكش، أكادير، طنجة، والرباط، إقبالًا متزايدًا بفضل التطوير المستمر للخدمات والبنيات التحتية، بينما تسجل الوجهات الشاطئية والطبيعية نمواً بارزاً، مستفيدة من موجة السياحة البيئية والرياضية. في ذات السياق، يلعب المغتربون دوراً محورياً في تعزيز القطاع، حيث يشدد خبراء السياحة على أن الوافدين من الجالية المغربية بالخارج يمثلون جزءًا جوهريًا من حجم السياحة الداخلية ويعملون كجسر مهم بين المغرب وأسواق سياحية رئيسية في أوروبا.

من جهة أخرى، وضعت الحكومة سياسات فعالة لمساعدة المقاولات السياحية، خاصة الصغيرة والمتوسطة التي شهدت دعما ضمن برامج وطنية مثل “Go سياحة” التي رفعت القيود وأتاحت تسهيلات مالية ومؤازرة لتحفيز الاستثمار في القطاع. ويذكر المسؤولون في الوزارة أن هذا الدعم أدّى إلى خلق فرص جديدة للشغل في القطاع، مما يعزز من الاستقرار الاقتصادي للمناطق ويقلص البطالة.

بالنظر إلى هذه النتائج المشجعة، تصرح وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور بأن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدف استقبال 26 مليون سائح بحلول 2030، ما سيجعله من بين الوجهات السياحية الخمس عشرة الأولى عالميًا. هذه الطموحات تستلزم استثمارًا مستمرًا في تطوير المنتجات السياحية، الذكاء السياحي، وتوسيع الربط الجوي مع الأسواق الجديدة، كل ذلك مع العناية بالحفاظ على الهوية الثقافية والبيئية للمملكة.

ختامًا، يمكن القول إن قطاع السياحة المغربي في 2025 يعيش مرحلة ازدهار تاريخية، تجسد نجاح رؤية استراتيجية شاملة وجهود متواصلة من الفاعلين الحكوميين والخاصة. هذا المد السياحي غير المسبوق يفتح آفاقًا واعدة أمام الاقتصاد الوطني، ويعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية متجددة تحترم الماضي وتستشرف المستقبل بثقة.

Photo de Earth Photart: https://www.pexels.com/fr-fr/photo/34011189/