
مأساة أولاد يوسف.. اعتصام احتجاجي يتحول إلى فاجعة تهز بني ملال
في حادثة مؤلمة هزت الرأي العام المحلي والوطني، شهدت جماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال تطورًا دراميًا لاعتصام غير مسبوق، أقدم خلاله رجل أربعيني يُدعى بوعبيد على تسلق خزان مائي مرتفع، احتجاجًا على ما اعتبره “إهمالًا وتعتيمًا” في قضية وفاة والده، الجندي المتقاعد. الاعتصام الذي بدأ كصيحة مطلبية تحوّل لاحقًا إلى مشهد مأساوي انتهى بنقله في حالة حرجة إلى المستشفى.
20 يومًا من الترقب والتصعيد
بدأت فصول الحادثة يوم 24 يونيو، حين اعتلى بوعبيد الخزان المائي في شكل احتجاجي غير تقليدي، مطالبًا بكشف ملابسات وفاة والده، التي قال إنها شابها الغموض، ومرجحًا أن يكون هناك تقصير أو تواطؤ أدى إلى الوفاة. ورغم محاولات السلطات المحلية، وأفراد من عائلته، وحتى تدخل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لإقناعه بالنزول، ظل متمسكًا بموقفه، رافضًا كل الحلول القانونية المقترحة.
منعطف خطير.. اعتداء على عنصر إنقاذ
مع مرور الأيام، تحوّل الاعتصام السلمي إلى حالة من التوتر، بلغت ذروتها حين أقدم المعتصم على الاعتداء الجسدي على عنصر من الوقاية المدنية حاول التفاوض معه، واحتجزه لأزيد من ثلاث ساعات، قبل أن يدفعه من أعلى الخزان، ما تسبب في إصابته بكسور خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى.
تدخل أمني دقيق ونهاية مأساوية
في الساعات الأولى من يوم 12 يوليو، تدخلت فرقة خاصة من الدرك الملكي لإنهاء الاعتصام، غير أن بوعبيد واجههم بمقاومة شديدة، مهددًا بالانتحار باستخدام حبل لفه حول عنقه. وخلال لحظة توتر شديدة، انزلقت قدمه وسقط من أعلى الخزان بينما كان الحبل ملتفًا على عنقه، ما تطلب تدخلاً سريعًا من رجال الدرك الذين قطعوا الحبل وأسقطوه على بساط أمان، ثم جرى نقله إلى المستشفى الجهوي ببني ملال وهو بين الحياة والموت.
السلطات تتحرك وتحقيق رسمي يُفتح
الواقعة استنفرت مختلف المصالح الإقليمية، حيث حل والي جهة بني ملال خنيفرة بعين المكان لمتابعة مجريات الإنقاذ. وتم فتح تحقيق شامل في حيثيات الحادث، خاصة بعد واقعة الاعتداء على موظف عمومي وتعريض عناصر الإنقاذ للخطر، ما قد يترتب عنه مسؤوليات قانونية.
مواقف متباينة بين التعاطف والقلق
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبّرت عن أسفها الشديد لما وقع، مطالبة بفتح حوار مسؤول مع المواطن المعتصم، ومعتبرة أن مطلبه في التحقيق حول وفاة والده مشروع في إطار الحق في معرفة الحقيقة.
في المقابل، أكدت السلطات أن كل قنوات التواصل والحوار قد استُنفدت، وأن المعني بالأمر تم إطلاعه على إمكانيات سلك المساطر القانونية دون جدوى.
حالة صحية حرجة وموجة استياء محلية
بوعبيد لا يزال يرقد في قسم الإنعاش تحت المراقبة الطبية الدقيقة، وسط تضامن شعبي واسع ومشاعر مختلطة بين الحزن والغضب، خاصة في صفوف سكان جماعة أولاد يوسف الذين عبروا عن أملهم في فتح حوار جاد مع المواطنين لتفادي تكرار مثل هذه المآسي