
مقدمة
في لحظة كان ينتظرها عشاق أولمبيك آسفي بفارغ الصبر للاحتفال بالإنجاز التاريخي، خيّم الحزن فجأة على قلوب الجماهير المغربية بعد الإعلان عن وفاة الشاب أمين الغزي، أحد أكثر مشجعي الفريق وفاءً، إثر حادث سير أليم بمدينة فاس. خبر الفاجعة انتشر بسرعة البرق، ليحوّل أجواء الفرح إلى مشهد من الدموع والتأثر في مختلف أرجاء المغرب.
تفاصيل الفاجعة
أمين الغزي، ابن مدينة آسفي البالغ من العمر 15 سنة، كان من بين آلاف المشجعين الذين شدوا الرحال إلى فاس لدعم فريقهم في نهائي كأس العرش. لم يكن يدري أن تلك الرحلة ستتحول إلى لحظة وداع مؤلمة، فقد تعرض لحادث دهس خطير بالقرب من الملعب الكبير بفاس ساعات قليلة قبل انطلاق المباراة.
رغم الجهود الطبية المكثفة، ظل أمين يصارع الموت بقسم الإنعاش بمستشفى الحسن الثاني، قبل أن يسلم الروح صباح الجمعة، مخلفاً صدمة كبيرة في صفوف عائلته وأصدقائه وكل من عرفه عن قرب أو من بعيد.
تفاعل واسع وحزن جماهيري
لم يقتصر الحزن على عائلة الفقيد أو أنصار أولمبيك آسفي فقط، بل عمّ الأسى مختلف المدن المغربية. تهاطلت رسائل المواساة والدعاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلن النادي الحداد الرسمي، فيما عبّر لاعبو الفريق عن تضامنهم العميق مع أسرة أمين، مؤكدين أن ذكراه ستظل خالدة في قلوبهم.
حتى خصوم الفريق في المنافسة عبروا عن حزنهم الشديد، في مشهد يجسد وحدة الأسرة الكروية المغربية في السراء والضراء.
دلالات ورسائل
تكشف هذه الحادثة المؤلمة عن عمق الشغف الكروي لدى الشباب المغربي، واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل أنديتهم. كما تضع الحادثة مجدداً على طاولة النقاش أهمية تعزيز إجراءات السلامة حول الملاعب، خاصة في المناسبات الكبرى التي تعرف تدفقاً جماهيرياً كثيفاً.
وفي لحظة الحزن هذه، برزت قيم التضامن والتآزر بين مختلف مكونات الكرة الوطنية، لتؤكد أن الرياضة تجمع المغاربة مهما اختلفت ألوانهم وانتماءاتهم.
خاتمة
رحيل أمين الغزي في ريعان شبابه سيبقى جرحاً غائراً في ذاكرة أولمبيك آسفي وكل عشاق الكرة المغربية. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وتبقى رسالته حاضرة: حب الفريق ليس مجرد تشجيع، بل هو انتماء ووفاء حتى آخر لحظة