ChatGPT Image 26 أكتوبر 2025، 07_25_16 م

عاشت مدينة الدار البيضاء ليلة استثنائية مساء السبت، بعدما اندلع حريق ضخم أتى على أجزاء واسعة من قيسارية الحفاري الشهيرة بمنطقة درب السلطان، أحد أبرز الأسواق الشعبية التي تحتضن محلات العطور ومستلزمات الحلويات والأعراس المغربية.

بداية الكارثة

تفاصيل الواقعة انطلقت مع حلول المساء، حين لاحظ عدد من التجار أعمدة دخان كثيف تتصاعد من أحد المحلات. ولم تمضِ دقائق حتى تحولت القيسارية إلى ساحة فوضى ونيران امتدت بسرعة كبيرة، بفعل المواد القابلة للاشتعال المنتشرة في المكان من عطور وتوابل وأدوات تجميل.

سباق مع النيران

انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين سكان البيضاء، فهرع التجار والمواطنون في محاولات بطولية لإنقاذ السلع والمارة، بينما دوّت أصوات انفجارات داخل القيسارية يُرجّح أنها ناجمة عن أسطوانات غاز صغيرة تُستعمل في بعض المحلات، ما زاد من خطورة الوضع ودفع السلطات إلى إخلاء الطابق العلوي الذي يضم شققًا سكنية بشكل عاجل.

تعبئة شاملة واستنفار أمني

وسارعت فرق الوقاية المدنية إلى عين المكان مدعومة بعناصر الأمن الوطني والسلطات المحلية، حيث تم تسخير العشرات من شاحنات الإطفاء وخراطيم المياه للسيطرة على الحريق، وسط مخاوف من امتداده إلى المباني المجاورة. واستمرت عمليات الإطفاء والمراقبة لساعات طويلة حتى ساعات الفجر الأولى، في مشهد مؤثر تابعته أنظار سكان العاصمة الاقتصادية بقلق وحزن كبيرين.

خسائر فادحة وألطاف إلهية

الحادث خلّف أضرارًا مادية جسيمة لحقت بعشرات المحلات التي تحولت بضائعها إلى رماد، فيما عبّر التجار عن حسرة كبيرة بعدما ضاعت أحلامهم في موسم كان يُعوّل عليه لتصريف منتجات الأعراس. ورغم الخسائر الكبيرة، فقد نجت المدينة من مأساة إنسانية بعدما لم تُسجَّل أي وفيات أو إصابات خطيرة، بفضل التدخل السريع والاحترافي لفرق الإنقاذ.

تحقيقات لتحديد الأسباب

إلى حدود صباح الأحد، لا تزال التحقيقات الأمنية والتقنية جارية لتحديد الأسباب الحقيقية للحريق، وسط ترجيحات بأن يكون تماس كهربائي وراء اندلاع النيران، في انتظار صدور التقرير الرسمي للسلطات المختصة.

تضامن واسع ودعوات للدعم

قيسارية الحفاري ليست مجرد سوق، بل رمز تاريخي واقتصادي في ذاكرة البيضاء، ومقصد لآلاف المغاربة من مختلف المدن. لذلك، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تضامن كبيرة مع التجار المتضررين، مطالبين بتعويضهم ومواكبتهم لإعادة بناء هذا الموروث التجاري الذي يشكل جزءًا من روح المدينة.

رسالة ودروس مستخلصة

حادث الحفاري يعيد إلى الواجهة أهمية تعزيز معايير السلامة داخل الأسواق الشعبية، ومراقبة البنى التحتية المتهالكة التي قد تُحوِّل شرارة بسيطة إلى كارثة. لكنه في الوقت ذاته، أبرز قوة التضامن المغربي وروح التآزر الشعبي في مواجهة المحن، مؤكدًا أن تجارة البيضاء الشعبية قادرة على النهوض من تحت الرماد كما كانت دائمًا