generated-image (5)

في مشهد يتسابق فيه العالم نحو الابتكار والتقدم، أصبح للقطارات فائقة السرعة دور بارز في تمثيل التطور التكنولوجي والاقتصادي. وفي أحدث تصنيف لعام 2024، استطاع قطار “البراق” المغربي تحقيق إنجاز تاريخي بدخوله قائمة أسرع عشرة قطارات في العالم، ليحتل المرتبة السابعة، ويثبت بذلك مكانته كأول قطار فائق السرعة في إفريقيا والعالم العربي.

من يتصدر مشهد القطارات فائقة السرعة؟

تتصدر الصين بلا منازع المشهد العالمي في هذا المجال، حيث تحتل المراتب الأولى بثلاثة قطارات رئيسية. يتصدر “شنغهاي ماجليف” التصنيف بسرعته التشغيلية التي تصل إلى 460 كلم/ساعة بفضل تقنية الرفع المغناطيسي التي تسمح له بالتحليق فوق السكة دون أي احتكاك. وفي المرتبتين الثانية والثالثة، يأتي قطار “CR Harmony” و”CR Fuxing” الصينيان، حيث يحافظان على سرعة تشغيلية تبلغ 350 كلم/ساعة.

إلى جانب الصين، تبرز كل من فرنسا مع قطار “TGV”، واليابان مع مشروع “شينكانسن L0 ماجليف” الذي اختبر سرعات تزيد عن 600 كلم/ساعة. كما تشارك ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة وبلجيكا مع قطارات متميزة مثل “KTX” و”Eurostar” و”Thalys” في القائمة.

“البراق”: فخر مغربي على السكة العالمية

إن دخول “البراق” هذا التصنيف العالمي لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتيجة لاستثمار استراتيجي في البنية التحتية للنقل في المغرب. منذ إطلاقه في 2018، استطاع “البراق” ربط أكبر المدن المغربية مثل طنجة والدار البيضاء مرورًا بالرباط والقنيطرة، بسرعة تشغيلية تصل إلى 320 كلم/ساعة، مع تحقيق سرعة قصوى بلغت 357 كلم/ساعة في رحلات تجريبية.

بهذا الإنجاز، أصبح المغرب أول دولة إفريقية وعربية تدخل نادي القطارات فائقة السرعة، ما يعزز مكانته كجسر بين إفريقيا وأوروبا ويجعل المملكة وجهة جذابة للاستثمار والسياحة الحديثة. في عام 2023، نقل “البراق” أكثر من 5 ملايين مسافر، مسجلًا عائدات مالية ضخمة ويعزز الحركية الاقتصادية بين المدن الكبرى.

تأثير “البراق” على الحياة اليومية والتنمية الوطنية

أثر “البراق” لم يقتصر على تقليص زمن الرحلات بين الشمال والجنوب المغربي إلى نحو ساعتين فقط، بل أسهم بشكل كبير في تعزيز التكامل الاقتصادي بين طنجة، مركز الصناعة واللوجستيك، والدار البيضاء، القلب المالي للمملكة. كما قدم “البراق” تجربة سفر عصرية وآمنة، مع خدمات عالية الجودة ومساحات مريحة للمسافرين من مختلف الفئات.

علاوة على ذلك، يمثل “البراق” نموذجًا بارزًا في مجال النقل المستدام، حيث يعتمد منذ فترة طويلة على الطاقة النظيفة بنسبة تزيد عن 50%، مما يساهم في الالتزام الوطني في مجال الانتقال الطاقي وحماية البيئة. ومن المتوقع أن يرفع المكتب الوطني للسكك الحديدية هذه النسبة تدريجيًا لتصل إلى 100%، ليكون “البراق” بذلك رمزًا للابتكار الأخضر في المنطقة.

قائمة أسرع 10 قطارات في العالم لعام 2024

الترتيباسم القطارالبلدالسرعة القصوى (كلم/ساعة)
1Shanghai Maglevالصين460
2CR Harmonyالصين350
3CR Fuxingالصين350
4SNCF TGVفرنسا320
5JR Shinkansenاليابان320
6DB ICE 3ألمانيا330
7Al Boraqالمغرب320 (357 تجريبيًا)
8Renfe AVE 103إسبانيا310
9Korail KTX-Sancheonكوريا الجنوبية305
10Frecciarossa 1000إيطاليا300

“البراق”: أكثر من مجرد قطار

وجود “البراق” ضمن أسرع القطارات في العالم ليس مجرد رقم في تصنيف عالمي، بل هو رسالة أمل وطموح مغربي. هذا الإنجاز هو دليل قاطع على أن الطموح الوطني قادر على تحدي المستحيل. إن دخول المغرب نادي القطارات فائقة السرعة يعكس إرادة قوية في مواكبة أحدث التطورات التكنولوجية، ويعزز ثقة المواطن المغربي في قدرات بلاده على الريادة والابتكار.

في وقت تتسارع فيه وتيرة الحياة، يظل “البراق” رمزًا للسرعة، التقدم، والابتكار، مما يعكس التزام المغرب بتطوير بنية النقل الوطنية وزيادة مستوى الحياة.