
موعد عاشوراء 2025: يوم استثنائي في الذاكرة المغربية
يستعد المغاربة للاحتفاء بعاشوراء يوم الأحد 6 يوليو 2025، في أجواء تجمع بين الروحانية والفرح الشعبي، بعدما أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن فاتح محرم 1447 صادف الجمعة 27 يونيو. وتُعد عاشوراء مناسبة راسخة في الوجدان المغربي، حيث تتجدد عادات وتقاليد متوارثة عبر الأجيال.
طقوس دينية وروح تضامن
في هذا اليوم المميز، يحرص العديد من المغاربة على صيام عاشوراء وتاسوعاء، اقتداءً بالسنة النبوية، وتكثر حلقات الذكر والدروس الدينية في المساجد والزوايا. كما تشهد المساجد إقبالاً ملحوظاً على أداء الصلوات وقراءة القرآن، في أجواء يطغى عليها السكينة والتقوى.
ولا تغيب عن المناسبة مظاهر العطاء، إذ تخرج الأسر المغربية الصدقات والزكوات، وتوزع “العشور” على المحتاجين، في مشهد يجسد قيم التضامن والتكافل الاجتماعي.
عادات مغربية أصيلة تزين الأحياء
تتحول أحياء المغرب إلى فضاء احتفالي نابض بالحياة، حيث تُعد الموائد الخاصة بعاشوراء وتُقدم أطباق تقليدية مثل الكسكس والرفيسة، وتُوزع الفواكه الجافة والمكسرات على الأطفال. كما ينتشر بيع الطعاريج والدفوف، وتتعالى أصوات الأهازيج الشعبية التي يشارك فيها الصغار والكبار.
ومن الطقوس اللافتة، عادة “حق بابا عيشور” حيث يجوب الأطفال الأزقة طلباً للحلويات والهدايا، بينما تشهد بعض المناطق طقس رش الماء المعروف بـ”يوم زمزم”، في أجواء يغلب عليها المرح والبراءة.
احتفالات فنية وأحداث أمنية
تواكب المناسبة فعاليات فنية متنوعة، من عروض موسيقية شعبية إلى رقصات تقليدية ومعارض حرفية، ما يمنح عاشوراء طابعاً ثقافياً فريداً في مدن المغرب.
ورغم الأجواء الاحتفالية، لم تخلُ بعض المدن الكبرى من أحداث شغب محدودة ليلة عاشوراء، خصوصاً في الدار البيضاء وسلا، استدعت تدخل السلطات لضمان الأمن والنظام.
الأسواق تنتعش والذاكرة الشعبية حاضرة
تشهد الأسواق المغربية حركة غير مسبوقة، حيث يقبل المواطنون على اقتناء الفواكه الجافة، الألعاب والطعاريج استعداداً للاحتفال. وتظل عاشوراء مناسبة تتجدد فيها الروابط الأسرية والاجتماعية، وتُستحضر فيها قصص التاريخ والدين، في لوحة مغربية متفردة تجمع بين العبادة والفرح والكرم.
هكذا تظل عاشوراء في المغرب أكثر من مجرد مناسبة دينية، بل حدثاً مجتمعياً وثقافياً يضفي على الصيف المغربي نكهة خاصة، ويعكس غنى التراث وروح التضامن بين المغاربة.